خواطر زئر (3)

 تزاحم الأهل على شبك الزيارة ..كان عددهم كبيراً، الكل مشتاق لرؤية العزيز الغائب.
ما أجمل اللقاء بعد طول الغياب!
لم ينتبه أحد إلى ان أصغر الزوار كان مازال يبحث عن مكان ليطل على أبيه المعتقل، فالشبك عالٍ وقامته الصغيرة لا تمكنه من رؤية أبيه، وقد أنست فرحة اللقاءِ الأهلَ عن الاهتمام به،

كانت لحظات قليلة ولكن المشهد كان مؤثرا، فالصغير ذو الوجه الدائري البريء والعينين الواسعتين يحاول بكل طاقته أن يجد مكانا ليرقى إلى الشبك.
كان ينتقل كالعصفور من مكان إلى مكان إلى أن انتبهت أمه له فحملته ليرى أباه، وسرعان ما ارتسمت على وجهه ابتسامة فرح رائعة، وبادله أبوه الابتسامة من وراءالقضبان.
أيها الصغير: ماذاعرفت أنت من حنان أبيك الغائب منذ سنوات لتحبه كل هذا الحب، ولتحرص على رؤيته كل هذا الحرص؟!
إنهم أطفال المعتقلين، غاب عنهم سندهم ومعيلهم فغدوا مثل الأيتام بالرغم من أن آباءهم أحياء يرزقون.
ترى كيف تفسر عقولهم الغضة هذه المشاهد والمواقف الصعبة؟

عزيزتي الأم قبل اصطحاب الطفل الى زيارة أبيه في المعتقل تذكري ما يلي:

  • قد يكون المعتقل في وضع صعب خاصة في السجون العسكرية (كصيدنايا) مثلا، فالأفضل في هذه الحالة ألا تصطحبي الأطفال بل يقوم بالزيارة الأولى أشخاص بالغون محدودو العدد، وممكن أخذ صور الاطفال مثلا.
  • إن كان ولابد أن تصطحبي الطفل هيئيه نفسيا للتغيرات المحتملة في شكل أبيه من ناحية فقدان الوزن والحالة الصحية والنفسية.
  • لتكن لديك إجابات جاهزة لأسئلة الطفل المتعلقة بسبب وضع أبيه، اجعليه فخورا به .
  • قد تطول رحلة الزيارة بسبب تعقيدات الإجراءات والانتظار وخاصة إذا كانت العائلة تحضر من مكان بعيد، في هذه الحالة عليك بإعداد ملابس وأغطية إضافية وأطعمة سريعة في حقيبتك، وعندما يتعب الاطفال اشحذي طاقتهم بكلمات مشجعة.
  • افسحي المجال للطفل للتحدث مع أبيه، وقسمي الوقت بعدالة بينهم إذا كانوا عدة أطفال، واطلبي من طفلك تهيئة ماذا سيقول لأبيه مسبقا، وليتحدث مثلا عن انجازاته وماذا تعلم، وممكن أن يكتب لأبيه خاطرة سريعة ويقرأها له إن كان عند الابن ملكة كتابة أو أن تطلبي منه أن يرسم رسمة ويعرضها على والده أو أخيه المعتقل.
  • أيتها الأم كوني رابطة الجأش شجاعة وتأكدي أنك مصدر طاقة إيجابية للعائلة بأكملها، سواء المعتقل أو أفراد الأسرة، فصبرك وصمودك مصدر إلهام للعائلة بأكملها.
شاركنا رأيك بالتعليق

شاركنا رأيك