خواطر السجن | أيام ليست كالأيام
|من خواطر السجن | أيام ليست كالأيام
اليوم قد يكون عيد ميلادك ، أو ذكرى زواجك، أو يوم تخرجك من الجامعة.
قد يحمل لك هذا اليوم فرحة بمناسبة أو ذكرى جميلة
لكنه الذكرى السنوية الثانية لاعتقال أخوة واخوات لك. وللأسف يعود عليهم هذا اليوم للمرة الثالثة وهم في المعتقلات.
في مثل هذا اليوم ولكن من سنتين، كانت آخر نظرة يلقيها الأب على صغاره ، وفي هذا اليوم الاطفال ينتظرون خبرا عن أبيهم يطمئنهم أنه لايزال معهم في هذه الحياة ، وهو يخفي وجهه عن أقرانه ، يسكب دمعا، يرسم على حائط زنزانته وجه أطفاله.
في مثل هذا اليوم ولكن من سنتين، غاب الشاب عن جامعته، افتقده زملاءه حينها وسألوا أهله عنه ، فقد اختفى في الطريق إلى جامعته، وفي هذا اليوم أصدقاءه في الجامعة على أبواب التخرج وهو لايزال طالبا في السنة الثانية مشتاق لأوراق كتبه ودفاتره، لا يستطيع إلا أن يتذكر بحرقة سنتين من عمره، يؤلمه أنه لايدري أيعود لجامعته يوما أم ….
في مثل هذا اليوم ولكن من سنتين، ذهبت الأم لتحضر الخبز لاولادها، وغابت عند أول حاجز في طريقها إلى الفرن، صرخ أولادها : أماه لانريد خبزا فقط عودي، لم يسمع صراخهم أحد…وفي هذا اليوم كبر الأولاد عامين ولايزالون يفتقدون حضن أمهم ، وهي لا تستطيع أن تتناول طعامها المجبول بملح دموعها، تجلس في زاوية الزنزانة تدعو لهم أن يرد الله عنهم أذى الظالمين.
هي ايام تمضي علينا وعلى كل الناس غير أنها تمضي على المعتقلين بقسوة يصعب وصفها وتصورها !!
الحرية لكل المعتقلين في سجون الظلم والظلام